بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

السبت، 13 يوليو 2013

20قصة قصيرة جدا ً0 عادل كامل



20    قصة قصيرة جدا ً






عادل كامل
[1] رماد
ـ آن لك أن تموت.
  لم يعترض، فقد انشغل بمراقبة حلقات الدخان تتموج أمامه، غير مكترث للسؤال الذي طالما شغله: ما الذي يجعل الأشكال منتظمة..؟
   كانت الغرفة التي احتجز فيها ضيقة، لها باب حديدي وليس فيها نافذة. ثمة مصباح يشع لونا ً رماديا ً، والآخر، الملثم، مازال يحدق فيه، بصمت، فمكث يراقب دوائر الدخان ترتفع إلى الأعلى، ولم يخطر بباله السؤال الذي أربك حياته: لماذا ولدت!
    قال الآخر، يحدّث نفسه، بصوت مسموع:
ـ ما الذي انتظره ..؟
   رفع المخطوف رأسه، قليلا ً،ولم يفتح فمه، إنما شعر انه لم يعد يمتلك أسئلة. فهو يموت بسبب مصادفة، عندما غادر بيته لشراء علبة سكائر، لا أكثر ولا اقل. وكاد يقاوم ابتسامة غامضة منه حسبها الآخر اعتراضا ً، أو لا تخلو من الاستفزاز، فخاطبه بصوت حاد:
ـ هل لديك ما تريد ان تقول ...؟
ـ الآن لم اعد ابحث عن أسباب الموت!
      بعد ذلك وجد انه لا يمتلك سيكاره أخرى يدخنها، فترك بصره يحدق في الرماد، فوق الأرض، إنما الأشكال رآها تحولت إلى ذرات مبعثره، من غير نهايات.

[2] حلم
   ممنوع ان تفكر، ممنوع ان تعمل، ممنوع ان تحلم!
   وراح يكرر، مع نفسه، الكلمات بفم مغلق. إنما ـ وهو يراقب المارة في طريق عودته إلى البيت ـ: تستطيع ان تفكر شرط ان لا تفكر. وتستطيع ان تعمل من غير لفت نظر احد، وتستطيع ان تحلم، فقط، عندما تدرك انك لم تعد تحلم!

[3] جثث
  ثلاث جثث، أربع، جثة واحدة لرجل يبتسم، وأخرى، بلا ملامح..
    ولم يرفع يده لتلمس رأسه، لأنه، لم يعد يفكر ما اذا كانت الرصاصة قد استقرت في رأسه، أم إنها مازالت لم تصل بعد.
    عندما آفاق، وجد ظله يتتبع خطاه:
ـ لا تكترث، لأن المسافة بين موتك وحياتك تلاشت منذ زمن بعيد!
[4] أصوات
ـ آه...
 ودار بخاطره، انه مازال يمتلك قدرة سماع الأصوات تلامس نهايات الرأس!
وآفاق، ذلك لأنه انشغل بالعثور على الفجوات التي تأتي منها الأصوات:
ـ لا جدوى ...، إنها الأصوات ذاتها التي سبقتني في الوجود، الأصوات ذاتها التي سكنت راسي، وهي، وحدها، ستغادر!
 [5] تأمل
   عندما خطر بباله سؤال: كيف تتدبر الأشجار حياتها، أدرك إنها تعمل، بنظام لا يتطلب الشك الذي كاد يدفعه للتوقف عن العمل، والاكتفاء بالمراقبة. فذهب إلى الشجرة التي زرعها قبل نصف قرن، ولكنه اضطرب، وكتم السؤال، لأنه سمعها تطلب منه ان لا يتركها عطشى، وان يحميها من المارة. آنذاك وجد انه يقاوم وهنه، من غير تفكير.
[6] ومضات
   خلع رأسه ووضعه بمحاذاة جهاز التلفاز، ثم غادر البيت. ذهب إلى دائرته، فلم يستوقفه احد، خلال اجتيازه عددا ً كبيرا ً من المفارز، والسيطرات، ويسأله احد لماذا تخلى عن رأسه، وما الغاية من ذلك، لكنه كتم السؤال، من غير تفكير، بالبحث عن إجابات. عندما عاد إلى البيت، لم يخطر بباله انه فقد شيئا ً. تناول طعامه، وشرب كأسا ً من اللبن، ثم ترك جسده يدب، باتجاه سريره. عندما رقد، ليسأل نفسه: كيف كان يفكر..؟ فنهض، مهرولا ً، وامسك برأسه، بأصابع متوترة، لكنه، بدل ان يعيده إلى جسده، حمله بعناية وذهب إلى الحديقة، ودفنه عند إحدى الأشجار، عميقا ً، آنذاك لم يكرر السؤال: كيف كان يفكر، بل وجد نفسه، يرتل، بصمت، الكلمات ذاتها التي كانت تلامس جسده برمته، إن كانت بفعل الريح أو بفعل ومضات نجوم نائية.
[7] قرار
   عندما القوا القبض عليه، فتشوا حقيبته، وملابسه، فلم يعثروا إلا على مجموعة من الهويات، والوثائق تحمل اسما ً واحدا ً، رغم تنوع جهات الإصدار، فسأله احد الملثمين:
ـ أتسخر منا ..؟  فلم يجد إجابة عدا الاستيلاء على سلاح احدهم وإشهاره في وجوههم، والاختباء خلف جدار:
ـ ليس لدى إلا هذه الهوية!
 
[8] شرود
   عندما طلب جاره منه ان يطلق النار، في لمحة، استعاد كيف توارى خلف الأشجار: كانت العائلة ذاهبة إلى الصيد، وما ان اقتربت الطيور منهم، إلا وزعق عمه: صوبوا...
    عاد جاره يخاطبه بصوت مرتبك:
ـ أطلق، فهم يقتربون.
   فراح يراقب عمه يصوب بندقيته ويطلق النار، مصغيا ً إليه: اصطدتها!
ـ لا!
فقال جارة يخاطبه فزعا ً:
ـ أنهم يقتربون منا، لماذا لا تطلق النار...؟
    لم يستطع ان يخبره انه منذ ذلك اليوم، قبل زمن بعيد، لم يخرج إلى الصيد، ولم يكلم عمه، ولا من اشترك في الصيد.
ـ سيمسكون بنا، وسيمثلون بأجسادنا، ويرموننا إلى المزبلة، إن لم ندافع عن أنفسنا.
    لم يجد مكانا ً يهرب إليه، ويتوارى فيه، فقد وجد الجميع يصوبون بنادقهم باتجاه مجموعات زاحفة من الطرف الآخر، من المدينة، وليس إلا أصوات الرصاص تصدع سكون الليل.

[9] غبار
    بعد ان شذّب النحات الصخرة من الزوائد، وحولها إلى مكعب، وجدها مازالت تدندن، حتى كاد يتخلى عنها، ويهملها، لولا ان أصابعه امتدت إلى حبل، كان بجواره، تأمله، وتلمسه، ثم راح يشده بحلقات حول المكعب مرات عدة حتى وجد الصخرة تهمس بصوت خفيض:
ـ حتى لو قيدتني بالسلاسل، وليس بهذا الحبل، أو حتى لو قذفتني في بئر، فانا سأشهد انك كنت كتمت غيضا ً حتى استحال إلى ..
   لم ْ يفتح فمه، ولم يدع الكلمات تعمل داخل رأسه، بل ترك الحبل يدور حول رقبته، ثم ترك جسده يتدلى فوق ظل رآه يغادر. آنذاك سمع الصخرة تخاطبه:
ـ حتى ..استحال .. إلى مكعب، وجسده إلى غبار.
[10] العميان
 ـ لا تنظر إلى ...
   رفع رأسه، مبتسما ً، وقال لها:
ـ أحيانا ًيعبر الأعمى من النهار إلى الليل، وأحيانا ً يعبر من الليل إلى النهار...، وأنا، ليس لدي إلا ان ارفع بصري من الأسفل إلى الأعلى، ومن الأعلى إلى الأسفل...، تارة أخرى.
  ـ إنها حكاية عميان.
ـ بل كلمات عمياء في الحكاية التي يرويها العميان.
    انه القبر، ندخله كي نخرج منه، ونخرج منه كي ندخله. ورفع صوته قليلا ً:
ـ وحدهم ...، وحدهم القتلة، لا ينطقون، ولا يتكلمون، إلا هذا ...، الذي يعيدنا إلى الأصل.
ـ كنت احلم ان تنظر في عيني، في النصف الأعلى من جسدي، في الومضات، وألا ينخفض بصرك إلى ...
ـ في الومضات التي اتحدت بتراب الأرض، فخرجت منها بذرة الخلق، أنا وأنت، كي نعود إليها من غير هذا المرور، بالوسط، الذي منحنا القليل من النور، إنما كي ندرك كما الظلمات بلا حافات.
[11]  حوار
     يقال إننا، في العصور السحيقة، كنا نعيش في حديقة خالية من الجدران، واليوم، قال لها، بعد ان أصبح زوجا ً لها، وبعد ان أصبحت زوجة له، وهما يغادران دار العدالة: لا حديقة لنا.
   لم تصغ إلى كلماته، كانت منشغلة بصوته، لكنها أصغت إليه، بعد سنوات، يقول لها:
ـ كما أخبرتك، في ذلك اليوم، إننا ولدنا في هذه المكعبات، السراديب، الصناديق، الأقفاص، ولم تكن هناك حديقة، ولا بساتين، ولا برية، بل ولدنا داخل تلك الفراغات المحاصرة بالفراغات، وداخل تلك الممرات، وتلك الجدران.
     فلم تجب، لأنها كانت ترقد وبصرها لا يذهب ابعد من صوتها، في فضاء الغرفة، فيما لم تعد تميز لون السقف، وما اذا كان يبتعد عنها، أم كان يقترب من جسدها، وقد كفت عن تذكر الكلمات.
[12] ادوار
ـ أنت كن الذئب، وأنت كن الأفعى، أنت كن وديعا ً مثل حمامة، وأنت كن كالأسد في بطشه، أنت تعلم زهو الطاووس، وأنت تدّرب على المراوغة، أنت اخف سمك، وأنت لوّح به، أنت امش كغزال، وأنت تعلم صبر التمساح، أنت كن ثعلبا ً، وأنت كن ثورا ً. أنت كن كالنملة، وأنت كن كالفيل ......،
       وأنا، دار بخلده، ماذا سأكون عليه..؟ لم يجد ـ وهو يتابع الإصغاء ـ فسحة للكلام، إلا عندما وجد انه يؤدي الدور الذي ما ان يبلغ ذروته، حتى يكون قد بدأ به من جديد.
   آنذاك لم يفتح فمه، فما من كلمات كانت لديه. إنما سأل نفسه: وهل كانت ثمة كلمات...؟
[13] زيارة
    استعاد، في لمحة، وهو يحدق في عيني النمر، القابع خلف القضبان، انه، انه في ذات يوم، في الغابة، هو الذي افترسه، أو كان واحدا ً من أسلافه. فرفع رأسه إلى الأعلى، كانت بضعة غربان تراقب المشهد، فتخيلها تنقر أعلى رأسه. حدق يسارا ً فلم ير إلا مجموعة ذئاب، بجوارها، غزلان، وطيور ملونة تزقزق، يمينا ً، كانت هناك أفعى وحيدة ...، فلم يصرخ، ولم يستغث، ولم يهرب ويغادر الحديقة، بل وجد قواه وقد خارت، فقد كانت ثمة أنياب، أكثر حدة من النظرات، تخترق جسده.
   أحس، قال في نفسه، كأنها لذّة من لا يمتلك قدرة على الاعتراض. آنذاك أكمل زيارته، في ذلك الصباح، وتأمل باقي الأنواع، إنما لم يعد يحلم ان يذهب إلى البرية. ففي المدينة، دار بخلده، لا تعرف من روّض من ...؟
[14] القائد
    طلب من أتباعه، بأمر لا تريث أو اعتراض عليه:
ـ أنت كن ممثل اليمين، اليمين المتطرف، وأنت اخترع لنا يسارا ً جذابا ً، وأنت كن ممثل الوسط، الوسط من غير يسار أو يمين، وأنت لا تذهب ابعد من دورك، وأنت أتقنه، ولكن لا تغطس فيه، أنت كن المراقب، وأنت راقب من يراقب، وأنت كن هناك وهنا، وكن هنا وهناك، وأنت لا تكن هنا ولا تكن هناك، أنت، وأنت، وأنت كن مخترع الآمال، وأنت اخترع لنا ما بعدها، ولا تخلط بينهما، وأنت ناور، وأنت تعلم كيف تتوارى عندما نطلب منك الظهور، وأنت أد ْ الدور الآخر، كن مرئيا ً ما ان نطلب منك ان تغيب، وأنت، وأنت، وأنت....
     فدار بخلد احد الحاضرين، وهو ينتظر ما سيوكل إليه، انه لا يجيد أداء أي دور من هذه الأدوار!
ـ وأنت...؟
ـ أنا ..؟
ـ كن كما تشاء، شرط ان تؤدي دورك بمهارة..
     لم يغضب، دار بخلده، إنها المقدمات ذاتها، ألا تكون هناك، يعني، ألا تكون هنا، وان تكون هنا، يعني ألا تكون هناك؟
قال السيد القائد موجها آمره إليه:
ـ لا تسرق دوري!
    بعد ذلك الاجتماع، لا احد يتذكر، انه نطق بكلمة، فقد أوكلت إليه مهمة رعاية مصائر من لا ادوار لهم.
[15] رغبة
    في العصور السحيقة، لم تكن ثمة كلمات، كانت الأرض وحدها تضج بصخب عناصرها، أمطارها وبراكينها ورياحها...، وخاطب المرأة التي أخبرته، قبل قليل، بحملها:
ـ وكانت الأرض هي التي أنجبت المرأة، من الماء والتراب والنار والهواء، فأحبته. كان هو النور، فحبلت منه بالكلمة. وشرد صوته:
ـ فلم تكن الكلمة، هي، في البدء، كانت ـ هي ـ الأرض، ثم النور، ثم ولدت الضوضاء.
   ولم يسألها بماذا حبلت، بعد سنوات من الانتظار، من الموت والولادات، ومن الولادات والموت، إنما  ـ ولم يفتح فمه بكلمة ـ ود لو أعادته إلى الظلمات، بحثا ً عن النور، الذي لم يصبح كلمة!
[16] س
ـ هو ذا أنت...؟
    في السرداب، تأمل الوجوه، بعد ان آفاق: نعم، هو ذا أنا. كانوا غرباء، ولا يتذكر انه أساء إلى احد منهم، فأنا، دار بخلده، عشت حياتي كنبات.
   فقال من غير تردد: اعترف أنكم تبحثون عن س..
ـ هذا ممتاز.
ـ ولكنني لست أنا هو س.
ـ هذا يعني انك تعرفه.
   أعرفه، خاطب نفسه، ومن لا يعرف ان كل إنسان، في هذا الكون، هو س...، وسبق ان ارتكب إثما ً.
  عندما أدركوا انه لم يكن هو المقصود، لم يعتذروا له، ولكنهم أشاروا إلى الباب:
ـ تستطيع ان تغادر.
    قرون، قرون أخرى مضت، وتبعتها قرون، حتى وجد انه يشاركهم البحث عن س.
[17] كلمات
    لا يتذكر انه قال لا أبدا ً. فلم يعترض، عند ولادته، على الضوء أو على الضوضاء، ولم يعترض انه خرج من الظلمات إلى النور، وانه سيرجع إليها، بعد حين، ولم يبد أدنى تردد في الذهاب إلى المدرسة، وإكمال دراسته، وتدرجه في المناصب، والمسؤوليات، وتسنمه أخيرا ً لمنصبه الجديد. لا يتذكر أيضا ً انه قال نعم! حتى عندما اشرف على مراسيم وداع كل من لم يقل لهم لا، فالحياة، قال لنفسه، لا تعمل بالكلمات.
   ولكن هل عليه ان يعترض، على المنصب الذي لم يحلم ان يشغله، أو يقول نعم، ويترك الحياة تذهب من غير كلمات..؟
ـ سيدي...، آن لك ان تلقي الخطاب إلى الأمة...!
    لا يتذكر انه قال نعم، ولا يتذكر انه قال لا، تاركا ً الحياة تغادر، من غير كلمات!
[18] وثيقة

" هؤلاء، هؤلاء الرجال، إلى أين يذهبون ...؟" وبصوت خفيض سأل نفسه، وهو يراقبهم يأتون من جهات متعددة ويتجهون إلى ممر يقودهم إلى مكان طالما ذهب إليه، إنما خاطب نفسه من غير كلمات: كان ذلك عندما لم أكن بلغت السابعة من عمري، والآن تجاوزت السبعين.  
   كان لا يرى إلا بقعا ً رمادية، وأخرى لها أشكال متداخلة، متعرجة، فأغلق فمه كي لا يستنجد بأحد، لطلب المساعدة حتى بقليل من الماء.
   ولأنهم كانوا مسرعين، في مشيهم، وهرولة بعضهم، فان أحدا ً لم يلتفت إليه، أو يكون لوجوده، عند حافة الدرب، انتباه احد منهم. هو وحده كان يصغي إلى أصوات أقدامهم تدك الأرض، وإبصارهم متجه نحو السماء. آنذاك ترك رأسه يستقر فوق صخرة، غير مكترث لنبضات قلبه، وهي تنخفض، وصوته يغيب، فيما كانت أصداء أصوات أقدامهم مازالت تدك الأرض، وأبصارهم شاخصة نحو السماء.
[19] حرية!
     عندما أعيد، مرة أخرى، إلى زنزانته، لم يتردد في الاعتراف، انه كلما أطلق سراحه، يجد انه تقمص دور بطل فكتور هيغو، السجين الذي أطلق سراحه بعد هدم الباستيل، حيث لا تراه يبتعد، بل يرجع إلى سجنه طواعية!. وأنا ـ قال لمدير السجن ـ كلما قيّدت، امتلك قدرة أفضل على التفكير والعمل. فعندما قلتم لي: أنت حر ...، أدركت أنني قد قيدت بشروط أقسى من شروط الحرية:
ـ لأنني طالما أدركت ان الموت هو مصير كل كائن حي، وان زمن حياتي وجيز، في الأصل، ويتحتم علي ّ ان انتزعه انتزاعا ً، فان ركنا ً في زنزانة، في الأخير، لا يعادله قصر في هذه البلاد!
    الحرية، قال لنفسه، كلمة! إنما ان تبقى تحلم بها، لا ان ترى ما دفن في قاعها، يسمح لك ان تكون ضحية، لا ان تتحكم بالمصائر!
أجاب آمر السجن، هامسا ً:
ـ لا توجد ...، في بلادنا، سجون!
   فقال لنفسه، هذا يعني، هذا يعني تماما ً، ان الحرية لم تعد حتى كلمة!
[20] محنة
   بعد ان بلغ من العمر أرذله، استجاب الإمبراطور لطلبه، فمنحه حق قراءة ما يدور في رؤوس الآخرين، إنما، بعد لحظات، سأل الإمبراطور:
ـ أنا اعرف انك كنت تمتلك هذه الموهبة، واعرف انك قرأت ما كان يدور في رؤوس شعبك، ولكني أسألك، يا من أيامه دائمة، كيف استطعت ألا تقرأ ما كان يدور في أعماق نفسك ..؟
   ابتسم الإمبراطور، وقال:
ـ الآن لا اعرف هل ادعك تقرأ ما في عقول الآخرين، وما يدور في راسي، أم ان استجب لرغبتك، وأقول لك: لو كنت قرأت ما كان يدور في راسي، لكنت في عداد هؤلاء الذين لا وجود لهم!
Az4445363@gamil.com
12 تموز 2013لأ

ليست هناك تعليقات: