بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 14 فبراير 2014

عندما يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون-

عندما يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون

كاظم فنجان الحمامي
صار واضحاً بما لا يقبل التعليل والتأويل أن الذين يعلمون والذين لا يعلمون لا يتساوون إلا في تطبيقات أحكام قانون التقاعد الموحد الذي أقره البرلمان العراقي قبل بضعة أيام, فقد وردت فيه الإشارات الثلاث التالية:-
·       يتساوى في الراتب التقاعدي الحاصل على شهادة البكالوريوس مع الأمي, الذي لا يقرأ ولا يكتب, مهما كانت عدد سنوات الخدمة وهو 400 ألف دينار.
·       يتساوى في الراتب التقاعدي الحاصل على شهادة الماجستير مع الأمي, الذي لا يقرأ ولا يكتب, حتى 25 سنة من سنوات الخدمة المدنية ثم يبدأ هامش تغيير بسيط.
·       يتساوى في الراتب التقاعدي الحاصل على شهادة الدكتوراه مع الأمي, الذي لا يقرأ ولا يكتب, حتى 22 سنة من سنوات الخدمة المدنية ثم يبدأ هامش تغيير بسيط.

لا ندري حتى الآن هل المقصود تكريم الأميين ورفعهم إلى مصاف المتعلمين ؟, أم مصادرة حقوق المتعلمين والهبوط بها إلى مصاف الأميين؟. أم دمج العناوين الوظيفية كلها في عنوان موحد يتساوى فيه الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟. وهل في قوانين الكون كله مادة تشريعية واحدة يتساوى فيها الاثنان في مضمار التنافس الوظيفي والاجتماعي ؟.
قال تعالى في محكم كتابه: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟), والاستفهام هنا مستعمل في الإبكار, والمقصود: إثبات عدم المساواة بين الفريقين, وتفضيل الذين يعلمون على الذين لا يعلمون, ثم أن وقوع فعل (يستوي) في حيز النفي يكسبه عموم النفي لجميع جهات الاستواء.
فالتفاوت بين المتعلم والأمي, الذي لا يقرأ ولا يكتب, في الصورة التي ذكرناها مشمول لنفي الاستواء في قوله تعالى, وتتشعب من هذا التفاوت فروع جمة, وهي على كثرتها تنضوي تحت معنى هذه الآية, ثم جاء قوله: (إنما يتذكر أولو الألباب) ليقع في موقع التعليل لنفي الاستواء بين المتعلم وغير المتعلم.
وأولو الألباب: هم أهل العقول الصحيحة, وهم أهل العلم, فلما كان أهل العلم هم أهل التذكير دون غيرهم أفاد عدم استواء الذين يعلمون والذين لا يعلمون. فكيف أصبحوا متساوين في منظور أعضاء البرلمان العراقي الموقر ؟, وكيف ذابت الفوارق كلها في تفسيراتهم ؟.

ليست هناك تعليقات: