بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

اليوم العالمي لنزع الاسلحة النووية- د. وريا عمر أمين



اليوم العالمي لنزع الاسلحة النووية





                                 د. وريا عمر أمين
       أنا لا اعرف السلاح الذي سيستخدمه الانسان في الحرب العالمية الثالثة..لكنني اعرف انه سيستخدم العصا و الحجارة في الحرب العالمية الرابعة. (انشتاين)

       السلاح النووي هو سلاح تدمير فتاك شامل ، يستخدم عمليات التفاعل النووي، يعتمد في قوته التدميرية على عملية الانشطار النووي أو الاندماج النووي. حيث تبلغ من القوة الى درجة بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير و اذابة مدينة بكاملها خلال ثواني .
      اُستُعمِلَت القنبلة الذرية مرتين في تاريخ الحروب؛ وكانتا كلتاهما في اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية عندما قامت الولايات المتحدة بإسقاط قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما في 6 اب 1945 وقنبلة ذرية أخرى على مدينة ناجازاكي بعد 3 أيام، أي في 9 اب 1945.أدى إسقاط هاتين القنبلتين إلى قتل اكثر من 120,000 شخص في لحظات و قتل ما يقارب ضعفي هذا العدد بعد سنوات من آثار الأشعاع.
        تبيد القنبلة النووية حال انفجارها كل ما حولها على مدى مئات الكيلومترات، فالحرارة الناجمة عن الإنفجار تحرق وتبخر كل ما يقع حولها و ان الإشعاع الناجم عن الإنفجار يقتل كل الكائنات إذا تعرض له بجرعات عالية. أما إذا تم التعرض له بجرعات منخفضة فهو يؤدي إلى الاصابة بمرض السرطان بأنواعه المختلفة.

       وخطر الإشعاع الناجم من القنبلة يمتد لفترات طويلة جداً، ، ويمكن أن ينتقل الإشعاع عبر الماء والطعام وذرات الهواء مما يجعل انتشاره واسعا جداً ليشمل المنطقة المنكوبة وماحولها أيضا و لمدة طويلة. فالقنبلتين اللتين تم إلقاءهما منذ 69 سنة لازال الكثيرين يعاني من اثارهما حتى يومنا هذا .
وعلى الرغم من أنه تم استخدام القنابل النووية مرتين فقط في هيروشيما وناجازاكي منذ 69 عاماً إلا أن التجارب مستمرة على تطوير وتصنيع تراسانات الأسلحة النووية. ففي الوقت الحاضر تمتلك 9 دول كبرى اكثر من 19,000 رأس نووي منها 2,000 رأس في وضع الإستعداد لإستخدامهم في أي وقت! كما أن معظم هذه الأسلحة تفوق في خطرها وقوة تدميرها قنبلتي هيروشيما وناجازاكي بمئات الأضعاف. وتدل التقارير العلمية بان هذا المخزون النووي يكفي لتفتيت الكرة الارضية برمتها. والخطر الاكبر يكمن في امتلاك منظمات وتشكيلات إرهابية لأسلحة نووية تهدد السلام العالمي.
       ومن جهة أخرى فإن الأسلحة النووية تهدر الكثير من الأموال و الطاقات التي يمكن أن تعالج بها مشاكل كبيرة مثل المجاعات والآثار الناجمة عن الكوارث البيئية بدلاً من استخدامها الضار في تصنيع أسلحة فتاكة تضر بالبشرية وتهدد بالقضاء عليها.




      ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ادركت البشرية المتحضرة بان الوقت قد حان لأن تتوقف معاناة البشرية الدائمة من تصنيع الأسلحة النووية و استخدامها.حيث قامت منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، ووسائل الإعلام، والحكومات العمل من اجل حظر هذه الأسلحة عالميا لأنها الخطر الحقيقي الذي يهددنا جميعاً، بل وتهدد هذه الأسلحة في كل لحظة البنية التحتية للحياة على وجه الأرض.
       منذ الخمسينيات برزت أصوات مناهضة لعمليات التجارب والتسلح النووي، و بدأت أولى المحاولات الدولية للحد من الأسلحة النووية في عام 1963حيث وقعت 135 دولة على اتفاقية تحظر تصنيع وحيازة واستخدام الأسلحة النووية من قبل جميع دول العالم، مبينة بان التخلص منها هو الأمن الحقيقي للبشرية جمعاء في الحاضر والمستقبل. وقامت الأمم المتحدة بالإشراف على هذه المعاهدة. وفي 1 تموز 1968 بدا التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية للحد من انتشار الأسلحة النووية التي تهدد السلام العالمي ومستقبل البشرية حيث وقع حتى الآن 189 دولة على الاتفاقية من أجل تعبئة الجهود الدولية لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.
       في ضوء هذه الحقائق إعلنت الجمعية العامة في 5 كانون الاول 2013 بقرارها المرقم A/RES/68/32 ، يوم 26 أيلول من كل عام يوما دوليا للإزالة الكاملة للأسلحة النووية لتوفير فرصة للمجتمع العالمي لتوكيد التزامه بأولوية نزع السلاح النووي. و يمثل فرصة لتوعية الجمهور وزعمائه بالفوائد الحقيقة لإزالة تلك الأسلحة، وبالكلفة الاقتصادية والاجتماعية للإبقاء عليها من اجل التصدي لواحد من أعظم التحديات التي تواجه الإنسانية.
wariaamin@gmail.com

ليست هناك تعليقات: