بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الأربعاء، 29 يوليو 2015

سورين كييركيغور ( 1813 – 1855 ) شذرات -ترجمة واعداد عدنان المبارك





سورين كييركيغور  ( 1813 – 1855 )
 
 شذرات

ترجمة واعداد عدنان المبارك

2015
تمهيد :
         الإشكالية الأساسية التي عذبت كييركيغور وسادت في جميع مؤلفاته  هي الشعور  بعبث الوجود البشري إزاء  القوة الشاملة ولامنتهى الله أو أزاء عدم الايمان بالله والأخذ بوجود غير مكترث تماما لمصير الانسان ، وهناك أيضا اللامبالاة إزاء الطبيعة الدائمة الحضور.  وقد نعتبر كامل أعماله محض  تحد ألقاه بوجه العالم المسيحي ودعوة الى مراجعة ايمانه إزاء مثل هذه المفارقة  للوجود الذي يعتبر من أعمال الرب.
        في مؤلفه (  مراحل في  طريق الحياة  ) من عام 1843 فرّق كييركيغور بين ثلاث مراحل من تطور الشخصية :
1- الأستيتيكية  التي تتميز  بهيمنة الرغبات الأنانية ، وأن تحقيق تلك الرغبات يعتمد على الشروط الخارجية ، وقد تبين أن المزاج الأساسي  هو اليأس النابع من الوعي باحتمال فقدان تلك الشروط.
2- الأخلاقية  التي يختار الفرد فيها نفسه كوجود خاص به  ومستقلا عن  الشروط الخارجية  وملتحقا بالمجتمع. وهذه المرحلة  تثير الشعور بالذنب الناتج عن ادراك  الفرد لميله الى الشر ، كما أن هذه المرحلة هي نقد  لكل اخلاقيات المجتمع اللوثري والمرساة على الواجب ، وهذه الأخلاقيات تنتهي بالنفاق ولأن لا أحد قادرا بقواه الخاصة على أداء كل  الواجبات.
3- الدينية التي تعني تعرّف الفرد في النفس على أنه مذنب و ضرورةعودته الى الله. بهذه الصورة يعثرعلى الحقيقة عن النفس وعلى مكانه الصحيح ، وهذه مرحلة من المفروض أن يأخذ بها كل انسان. ويرى كييركيغور  أن من الضروري ابداء العون للذين هم في المرحلتين السابقتين والطامحين الى الدخول في الثالثة. وفي أعماله قام كييركيغور، عبر السخرية الشبيهة بتلك السقراطية ، بمحاولة الدخول في حوار مع أناس المرحلتين السابقتين واقناعهم بالدخول في الثالثة. وهذه الفكرة  تلقى تعبيرا لها في الأعمال التالية مثل ( المرض المميت ) . فهنا كشف الجزء الأول من الكتاب عن الصعود التدريجي للوعي بالذات. وهذا الوعي يتمثل بتحقيق نوعية جديدة للوجود  وحضور الذات أمام الرب أيضا.
    لقد قسّم كييركيغور المرحلة الدينية الى فصلين. الأول يخص الانسان المؤمن لكنه سجين دوغمات الكنيسة  ومستبعد من قبل قوانينها الصارمة. والفصل الثاني هو عن الانسان المؤمن عميقا بوجود الله لكنه في الوقت نفسه يبحث عن السبل الكفيلة بتحقيق كمال النفس. ويرى كييكيغور أن مثل هذا التحقيق صعب للغاية الا أنه ينبغي مواصلة السير في هذا الدرب.
    في ( المرض المميت ) من عام 1848 توقف كييركيغورأمام  إشكالية الموت الروحي لكن وفق المفاهيم المسيحية. ويرى هنا أن التحرر من اليأس يعني الخلاص وأن المرض الجسدي ليس ب(المرض المميت ) بل هو مجرد انتقال الى حياة جديدة في حين أن الموت الروحي هو الشيء الأخير أي اليأس.
    في ( الخوف و الرعشة ) من عام 1843  يطرح كييركيغور أسئلته عن الصلة بين الأخلاقيات والدين –هل  الاعمال غير المقبولة من قبل الأخلاقيات يبررها الواجب إزاء الله ؟ هل يمكن الكلام عن  وجود مثل هذا الواجب ؟  وهل يعني كونك ( فارس الايمان ) تجاهل العبثيات التي يقود اليها الايمان الأعمى ؟ اليس من الأحسن  الدوران في  مثل هذه السلبية ؟
     كما يقول  لودفيغ فيتغينشتاين  فصل كييركيغور بكل وضوح بين الايمان والحكمة  فبرأيه أن الحكمة تفتقد الشغف . أنها ليست بقرار بل هي تحليل للعالم . وعلى العكس من ذلك  يكون الايمان الذي هو شغف ولذلك يدفع ( فرسان الايمان )  في اللاعقلانية .
    معلوم أن كييركيغور كتب أعماله في عزلة تامة وبمعزل عن كل التيارات الفلسفية. وبعد موته بخمسين سنة أصبحت أعماله وحيا  لفلاسفة أمثال ياسبرز وهايديغير  سارتر وغيرهم.

* * *

لا تكون الحياة  مفهومة  الا في النظر الى  الخلف لكن يجب أن تكون معاشة في النظر الى الأمام.
*
 لم يخاطبنا المسيح من خلال حياته فقط  بل خاطبنا أيضا  في موته.
*
  للحياة قواها  المخفية  التي لانكتشفها الا في الحياة.

*
  يطالب الناس بحرية الكلام  كتعويض عن حرية التفكير التي نادرا ما يستخدمونها.
*

 الأمل هو عاطفة تخص ما هو ممكن.
*
 أن تخدع نفسك بدافع  الحب هو  أكبر خديعة ،  انها خسارة أبدية  لا يمكن إصلاحها  لا في الزمن ولا في الأبدية.
*
  أعلى وأجمل الأشياء  في الحياة  ليس في أنك سمعت عنها ولا رأيت  بل في أن تريد الحياة.
*
 حياتنا تعبّر دائما عن نتيجة أفكارنا المهيمنة.
*
 في اثناء المرحلة الأولى من حياة الانسان  يكون الخطر الأكبر في أن لا يجازف.
*
 من هو الشاعر ؟  شخص غير سعيد يخبيء قلقه العميق في القلب ، لكن فمه قد تشكل بالصورة التي تتحول التنهدات والصرخات  فيه الى موسيقى جميلة.
*
مهمة المصلّي ليس  التأثير على الله  بل بالأحرى تغيير  طبيعة الصلي.
*

الطاغية يموت وينتهي دوره ،  أما الشهيد  فيموت لكن دوره يبدأ.
*
 أبانا  الذي في السماوات !  حين تستيقظ  الأفكار عنك في القلوب لاتدعها تستيقظ كالطير المفزوع  بل مثل الطفل  الذي استيقظ من نومه وابتسامة سماوية على وجهه.
*
 الله يخلق من لاشيء . رائع أن تقول  نعم كي تتأكد ، لكن  ما هو الأروع أنه حوّل الخطاة  الى قديسين.
*
هناك طريقتان كي تكون  أحمق . الأولى  أن تصدق بما ليس هو حقيقة ، و الأخرى  أن لا تصدق بما هو حقيقة.
*
 الحب هو كل شيء  ، هو يعطي كل شيء ، ويأخذ كل شيء أيضا.
*
ليست الحياة بمشكلة ينبغي حلها  ، بل الواقع الذي علينا تجربته.
*
ليس المكان حيث نتنفس بل حيث  نحب ونحيا.
*
 من يحوّلني الى علامة انما ينفي وجودي.
*
 تجمع النقائض الرجال وتنتج الجمال والانسجام  في العلاقات تماما مثلما ينتج برد الشتاء زهور الثلج على زجاج النافذة والتي تختفي حين يأتيها الدفء.


*
 السأم هو جذر كل أنواع الشر  - الرفض اليائس للذات.
*
حين تقرأ  كلمة ( الله ) عليك أن تقول  باستمرار  للنفس : (  انها تتكلم معي وعني ).
*
 انه أمر عقيم  تماما أن تعارك  العالم  في حين أن العراك ينبغي أن يكون مع النفس.
*
 يبدو جوهريا  في علاقاتنا وكل جهودنا  حين نركز  فقط على ماهو الأهم.
*
 من دون مجازفة  يكون الأيمان أمرا مستحيلا.
*


 الحقيقة ليست بشيء يمكنك أن تقبله بسهولة وسرعة. أنت بالتأكيد لايمكنك أن تنام  وتحلم  بها ، كلا ، عليك أن تحاول وتدخل معركة وتعاني اذا أردت  نيل الحقيقة  لنفسك. وهو محض وهم أن تفكر بأن العلاقة مع الحقيقة طريق مختصر ، مقطع قصير يجعلك تستغني عن الكفاح من أجلها.
*
 الحياة في هذا الوجود الوقتي لن تصبح أبدا مفهومة ، ولذلك لن أعثر في أيّ لحظة على السكينة  متخذا موقع النظر الى الوراء.
*
أشعر فيما اذا كان هناك بيدق في لعبة الشطرنج  أفكر بنقله حين يقول غريمي : هذا البيدق لا يمكن نقله.
*
 أن تقف على ساق  واحدة  كي تثبت وجود الله  هو أمر أكثر صعوبة  من الركوع والتفكير بالله.
*
اكبر مقامرة هي  فقدان النفس  ، وقد تحدث ببالغ الهدوء في العالم  كما لو أن لاشيء هناك. أية خسارة أخرى لا يمكن أن تحدث بمثل هذا الهدوء – فقدان اليد أو الساق أو خمسة دولارات ، أو الزوجة  الى آخره – بالتأكيد ستكون هذه ملحوظة.
*
 الأحسن  أن  تفقد نفسك في العاطفة من أن تفقد العاطفة.
*
 الشكل الأعمق لليأس أن تختار نفسا أخرى.
*
 وجدت أني  أملك  أقل فأقل لقوله الى أن أصبحت في النهاية  ساكتا ، وبدأت أستمع. اكتشفت  في الصمت صوت الله.
*
أمر بالغ الخطورة أن  تروح الى الأبدية ومعك فرص منعتها بنفسك من ان تكون وقائعا. هناك امكاتية أن تحدث إشارة من الله. وعلى واحدنا أن يتبعها.
*
هو شيء مهم  أن أعثر على  الحقيقة التي هي حقيقتي ، والفكرة  التي من أجلها أرغب في الحياة أو الموت.
*
 الحب لا يغيّر المحبوب بل يغيّر نفسه.
*


 وهذا أحد التعاريف المهمة  للمسيحية كلها : نقيض الخطيئة  ليس الفضيلة بل الايمان.
*
 انها حالة طبيعية للقلب محاولة  بناء هويته حول شيء عدا الله.
*
  الشيء  الذي يثير أكثر من غيره مخافة الجبن هو القرار.
*
 الدرب الذي كانت بدايته طيبة هو كسب نصف المعركة . الشيء المهم أن تكون البداية ثم المضي قدما.
*
 مادة الايمان ( المسيحي ) ليس التعليم بل المعلم.
*
 بعيدا عن ذلك الكسل الذي هو جذر الشر ،  يكون هو بالأحرى  الخير الحقيقي الوحيد.
*
الفلسفة هي ممرضة الحياة والتي تعتني بنا لكنها لا ترضعنا.
*
 الحقيقة مصيدة  لايمكنك  امتلاكها من دون أن تمتلكك.
*
 الايمان هو أرفع عاطفة  في الانسان .
*
 الكثيرون في كل جيل لا يمضون بعيدا لكن لا أحد  يروح أبعد.
*
أكثرية الناس تحيا  سعيدة أو مهمومة ، وهم يجلسون  جانبا ولا يسهمون في الرقص.
*
  الألم قادر على حجب كل صوت دنيوي لكن صوت الأبدية  في انسان لا يمكن قمعه.
*
 العباقرة شبيهون  بالعواصف الرعدية ، هم يمضون  ضد الريح  ويفزعون الناس وينظفون الهواء.
*
هناك أشخاص  كثيرون  وصلوا الى نتائج في موضوع الحياة ، وهم  شبيهون بالتلاميذ الذي يخدعون معلمهم حين يستنسخون الجواب من كتاب  لم يستخلصوا منه شيئا.
*
 أينما  يوجد اثنان  توجد اللاحقيقة.
*

القلق هو دوار الحرية .
*
من الممكن خداع الإنسان بشتى الطرق ، لكن هناك سبيلين رئيسيين : حين يصدق بأن هذا ليس الحقيقة لكنه يخدع أيضا حين لايصدق بأن هذا هو الحقيقة.
*
الذاتوية subjectivity هي الحقيقة.
*
  اللامنتهى والأزلية هما الوثوق الوحيد والأكبر.
*
الضرورة في أن يكون الإنسان أخر غير ذاته تصبح عنده مصدر أعمق يأس.
*
 اليأس هو عند الحدود حيث تلتقي إنتفاضة الأنانية الخائفة بالصورة البائسة للجسارة العنودة والمليئة بالكبرياء ، في عجز متساو.
 *
الوجود الإنساني يرافقه اليأس دائما. فاليأس هو الأساس الشرعي للحرية
*
الشك هو يأس التفكير ، والتفكير شك الشخصية ...
*
الشك واليأس  يعودان الى منطقتين مختلفتين تماما ، والجوانب المختلفة للنفس تنظم في الحركة .أما اليأس فهو التعبير عن الشخصية المطلقة ، إن الشك قائم في التفكير حسب.


*
 نعيم اللافعل بعيد عن أن يكون مصدر كل سوء ، بالأحرى هو الخير الحقيقي الوحيد.

*
 الإنسان يشعر دائما بأنه شيء أكثر مما حققه ، إذن أي شيء كان قد حققه ، ليس بمقدوره أن يجد فيه عزاء ، غبطة ، سعادة .
*
خوفٌ أقل يعني روحا أكثر.

*
 الحشد ليس هو الحقيقة ، فهذه هي دائما في الأقلية.

*
الأمكانيات مفزعة أكثر من الواقع.

*
 الصفة الأكثر ميزة للحشد هي الثرثرة الفارغة.

*

 من يهرب الى المستقبل هو جبان ، و الى الماضي هو هيدوني ، و الإنسان الحقيقي من يواصل البقاء في الحاضر ويريده أن يتكرر.

*
لكل حالة خونتها.

*
 ينبغي إمتلاك شجاعة ليست بالقليلة كي يظهر المرء كما هو في الحقيقة.

*
 كي تحيا بصورة إعتيادية عليك أن تملك الكثير من الجرأة.

*
كل حقيقة هي صادقة الى حد معيّن. وإذا تجاوزت الحدود يظهر الطباق counterpoint وتكف عن أن تكون حقيقة.

*
 أمر مضحك أن تفهم كل شيء من دون فهم نفسك.

*
 إن كامل نشاطي الكتابي هو في الوقت ذاته تطوري الخاص الذي فيه أفكر أعمق فأعمق بأفكاري ومهمتي.

*
المسيح لا يريد من يعجبون به بل من يحاكونه.

*
 الإنسان هو تركيبٌ للامنتهى والمنتهى ، للدنيوية والأبدية ، للحرية والضرورة ، بكلمة واحدة هو مرَّكب.

*
في القديم عرف الناس القليل لكن هذا ( القليل ) حرّك مشاعرهم. أما اليوم يعرف الناس الكثير لكن هذا ( الكثير ) يحرّك سطحهم حسب و بصورة كاريكاتورية.

*
سخرية الحياة أن الإنسان يحيا الى الأمام و يفهم الى الوراء.

*
 تكون الضرورة في أن تكون آخر وليس نفسك هي بالنسبة للإنسان مصدر أعمق يأس.


*
 السكوت الأكثر وثوقا من بين كل أحوال السكوت ، ليس أن تسكت بل أن تتكلم.

*
 ليس هناك صداقة حقيقة من دون ضمير يقظ .

*
 لا تبحث عن العدالة ، يمكنك أن تكون حرا وأنت تحمل القيود.

*
 الانسان الحقيقي من يرغب بالتكرار.

*
هناك ناس تمنحهم الأوسمة الشرف ، وناس يمنحونها الشرف.

*
 الشيخوخة تحقق أحلام الشباب ، نرى هذا في مثال جوناثان سويفت : في شبابه بنى دارا للمجانين ، وفي شيخوخته ذهب الى هناك.

*
 ما يسميه الإنسان البدائي بالمفزع ويعتبره من أشد القضايا رهبة ، يراه المسيحي محض وهم ( …) ، ما يخيف الطفل هو لاشيء لدى البالغ.

*
 يجب تسديد ضربة مميتة للأمل الأرضي [ الدنيوي ] ، فحينها فقط يمكن إنقاذ الأمل الحقيقي.

*
 علماء التوراة عرفوا أين على المسيح أن يولد لكنهم مكثوا في أورشليم ولم يحركوا ساكنا. أما ملوك المجوس الثلاثة لم يعرفوا شيئا غير شائعة ، إلا أن هذه الشائعة حرّكت مشاعرهم ودفعتهم الى القيام بسفر بعيد.

*
معظم الناس ذاتيون بالنسبة لنفوسهم ، وموضوعيون بالنسبة للآخرين  جميعا ، ويكونوا أحيانا بالغي الموضوعية.

*
في أزماننا تدهور للغاية شأن تأليف الكتب ، فالناس يكتبون عن أشياء لم يمعنوا التفكير بها ، وعاشوها الى درجة أقل.

*
 مصدر كل أحوال بؤسنا عقد المقارنات.

*
 يقال إن الإنسان يندم عشر مرات على أنه ثرثار ، ومرة واحدة فقط على أنه سكت. ولماذا ؟ لأن الكلام هو عامل خارجي قد يملك عواقب مؤسفة للقائل به ، وهكذا هوالواقع. وحين يصمت ؟ يكون الصمت الخطر الأكبر. فالإنسان الذي يصمت متروك لنفسه وليس هناك من واقع يعينه.

*
 الدمعة هي أغلى لؤلؤة.

*
 روحي حزينة الى درجة أن أي فكرة لا تأتيها بالعزاء ، أيّ خفقة جناحين لن ترفعها في فضاء الأثير ، وإذا تحركت تحلق واطئا فوق الأرض مثل الطير الذي وقع في هبوب الإعصار. على عالمي الداخلي يسيطر الجمود والخوف ، وكما الشعور بالزلزال الأرضي.

*
عندي سرّ للإيداع . من أودعه ؟ الصدى ؟ هو يخونني. النجوم ؟ هي باردة . البشر ؟ هم لا يفهمون ...

*
 يتجاوز إبراهيم حدود ما هو أخلاقي … إذن ، إما أن الأخلاقي ليس بالشيء الأسمى وإما أن إبراهيم ضائع.

*
يحدث أكبر إستياء حين يؤمن الإنسان بأن ما يتخطى إمكانيات العقل البشري هو أمر ممكن لدى لله.

*
 لست قادرا على القيام بقفزة الإيمان ، لا أقدر على غلق عيني وأقفز واثقا ومن دون أن أشهد هاوية العبث.

*
 في مملكة البراءة يسود السلام و الهدوء ، لكن عداهما هناك شيء آخر … ما هو ؟ العدم. وماذا يسبّب ؟ يوقظ الخوف …

*
لو كان مسموحا لي أن أعبّر عن أمنية لتمنيت أن لا يكون هناك أيّ قاريء بمثل هذا العمق كي يسأل : وإذا لم يرتكب آدم الخطيئة ؟

*
قيل الكثير في موضوع جوهر الخطيئة الأولى ، لكن حصل السكوت عن المرتبة الرئيسية : الخوف. فتعريفها الحقيقي نجده هنا. الخوف قوة غريبة خارجية تستحوذ على الفرد الذي هو عاجز عن التحرر من سلطتها.


*
الأخلاق تعتبر كل إنسان عبدا لها .

*
 في الحكم المسبق للموضوعية objectiveness أُعطِيت قوة شبيهة بقوة رأس ميدوزا والتي خدمتها لتحجّر الموضوعية ، فالحرية لا تريد أن يختفي هذا السحر.

*
هناك من يتردد أما م الإختيار : هل يثق بالله أم لا ؟ أما أنا فلا أملك حرية الإختيار.  فأنا أدرك ، بصعوبة ، حريتي ، ولأن الضرورة هيمنت عليّ تماما. أنا لا أختار الطريق الى الله ، ولأن الخيار لايعود لي.

*
 تحمّل أيوب كل شيء  الى أن جاء اليه أصدقاؤه كي يمنحونه العزاء ، فحينها  بدأ صبره ينفد.

*
منذ أن تفاقم السأم  صار جذر كل شر ، لا غرابة أذن في أن العالم يتقهقر وينتشر الشر.  وهذا يمكن متابعته منذ بداية العالم. الآلهة كانوا سأمين ، ولذلك خلقوا الكائنات البشرية.
*
  يعتقد الناس  بأنه من غير المكن محبة الأعداء الذين  يصعب عليهم  تحمل منظر واحد  يعود الى غيرهم. طيّب ،  أغمض عينيك  وحينها سيكون عدوك  شبيها بجارك.
*
أرى كل شيء بوضوح تام : أرى وضعين ممكنين  - بمقدورك أن تأخذ بأحدهما : اما الأول واما الثان .  رأيي الصريح   ونصيحتى الودية : خذ هذا أولا تأخذه ، ففي الحالتين  ستكون نادما.
*
 الشدائد لا تقرّب الناس من بعضهم بعضا  فقط بل تجعلهم أصدقاء بصورة جميلة.
*
كيف جئت الى العالم ؟  ولماذا لم يسألوني عن ذلك ، ولماذا لم يخبروني بالقوانبن واللوائح بل  صهرت في الصفوف كما طفل اختطفوه كي يعمل على ظهر سفينة ؟  كيف تورطت في الصفقة الكبرى المسماة بالراهن أم الواقع ؟  ولماذا كان عليّ التورط ؟  أليست هي مسألة أختيار ؟ واذا كنت مرغما على ذلك أين هو من يدير كل هذا  - فلدي شيء أريد قوله عن الأمر. ألا يوجد مدير ؟  و لمن أوجه شكايتي ؟
*
الأقلية هي أقوى من الأكثرية دائما ولأنها تشكلت عموما  بفضل  من لديهم رأيهم حقا.
*
 اذا كان كل واحد يقدّر عمله  بالاعتماد على النتائج فسوف لن يبدأ أبدا.
*
 ينبغي ، أساسا ، اعتبار الحقيقة على خلاف  مع هذا العالم الذي لم يكن طيّبا أبدا و سوف لن يكون  ، ولأن الأكثرية لا ترغب بالحقيقة.

*
غرزت اصبعي في الوجود. لا رائحة هناك. أين أنا ؟  ومن أنا ؟ ما هذا الشيء المسمى بالعالم ؟ وما تعنيه هذه الكلمة ؟

*
 من غير الممكن  أن تكون موجودا بلا شغف  passion.

*
 حزني هو قلعتي.

*
 السعادة هي  أكبر مكان مخف  لليأس.

*
 موقفي هو حياد مسلح.

*
 لماذا يقلق تذكر الماضي الذي من غير الممكن جعله حاضرا ؟

*
كلمة ( لا )  لا تخفي أيّ شيء  لكن كلمة ( نعم ) قد تصبح بكل بساطة خداعا.

*
من الواجب  أن يفقه العقل أن هناك  أشياء  لا يمكن  فهمها...

*
عموما يكون التوق الى العزلة علامة  على أن الروح باقية في الشخص  ، وهي المعيار لأي روح هناك.

*
في  احمرارالوجنة الغامض ينعكس وهج القلب.

*
قد يكون سوء حظ في حياتي أني قد اهتممت في الكثير جدا وليس بشيء واحد وبكل حزم ، وكل اهتماماتي  لم تخضع لواحد لكنها كانت جميعها متكافئة.

*
حياتنا تعبّر  دائما عن نتائج  أفكارنا  السائدة.

*
للحياة قواها المخفية التي لا يمكنك اكتشافها الا حين تحيا.

*
.

 لا تنس أن تحب النفس.

*
القلق هو دوار  الحرية.

*
من دون ايمان نتعثر بذرة قش، ومع الايمان  ننقل الجبل .

*
 الله يعرف الفرد وليس الجمع.

*
كي نهرب من إرادة الله اخترعنا العلم ... وندافع عن أنفسنا  مختفين وراء احباطاتنا.

*
الانسان  الذي رغب في  استهلاك الحياة دخل طريق اليأس,,,

*
 يشعر الانسان دائما  بأنه اكثر مما حققه ، اذن فأي شيء يحققه سوف لن يأتيه بالسكينة والرضا والسعادة.

*
اذا فعلت أم لم تفعل  فستندم في الحالتين.

*
خوف أقل يعني روحا أكبر .

*
حيت أصبحت صلاتي باطنية وأكثر تركيزا صرت أملك  ما لدي لقوله أقل فأقل . وفي الأخير حل السكوت.

*
من يخدع نفسه يحول دون  حصوله على الأبدية .فهذه  لا تسمح بأن يهزأ منها  أحد ...

*
من يعيش متمسكا بالأخلاق  يجد على الدوام مخرجا...

*
الرجل في زوجته يحب نفسه .

*
 الامكانيت مفزعة أكثر من الواقع .

*
 الأكثر وثوقا من أنواع السكوت  ليس أن تسكت بل أن تتكلم .

*
 الأقوى دائما من  يطبق راحتي اليدين تأهبا للصلاة.

*
ليست  المساومة بالشيء الاخلاقي .

*
لا صداقة حقيقة هناك بدون دقة وحذر.

*
الله لا يترك مخلوقة لمصيره. بالأحرى الانسان من يترك خالقه.

*
 كل كاتب  ديني وداع ومعلم  يتفادى الأخطار والأماكن حيث يلتقي بها ومعاقل الشر أيضا أنما هو محتال.

*
الناس يفهموني قليلا الى درجة أنهم  لا يفهمون شكاياتي من أنهم لا يفهموني .

*
 العالم يتألف من فرص الحب  وحدها.


*
يجب أن يكون هناك قدر ليس بالصغير من الشجاعة  كي يظهر المرء كما هو حقا.

*
ينبغي  محق  الأمل الأرضي ، فحينها فقط يمكن انقاذ الأمل الحقيقي.

*
العالمون بالتوراة عرفوا أين من المنتظر أن يولد المسيح ، لكنهم جلسوا هادئين في أورشليم. ملوك المجوس الثلاثة لم يعرفوا سوى الشائعة الا أنها أثارتهم  الى درجة أنهم قرروا القيام بسفر طويل.

*
في كل زيجة  ليس الطريق  صعبا بل  الصعوبات هي الطريق.

*
في زمننا  تدهور للغاية  تأليف الكتب ، فالناس يكتبون عن أشياء  لم يفكروا بها  أبدا ، و بقدر أصغر عاشوها.

*
في عالم الحيوان  يكون الفرد اقل أهمية  من النوع . وما يميز النوع البشري أن الفرد قد اصبح  مخلوقا وفق صورة الرب ، وهذا معناه أن الفرد أعلى من النوع.

*
أمر مضحك  أن تفهم كل شيء ومن دون أن تفهم نفسك.

*
 أفعال الفضائح يشيعها الرجال لاغيرهم.

*
هذه معجزة  الحياة : كل شخص حذر يعرف أن لا علم هناك قادرا على معرفة من هو هذا الشخص.

*
الخطيئة  هي في ذاتها انفصال عن الخير ، لكن اليأس  بسبب الخطيئة هو  أنفصال للمرة الثانية .


*
الانسان ككائن فيزيقي  يتوجه دائما الى  الخارج ظانا بأن سعادته هناك ، وفي النهاية  يتوجه الى الداخل ويكتشف  أن  المصدر هو  هناك.

*
 أسمع صراخ المرأة في ساعة   الولادة ، وأنظر الى الانسان الذي يكافح عند حدوده النهائية ، و بعدها أخبرني فيما أذا كان شيء يبدأ وينتهي هكذا يمكن أن يكون مخصصا للمسرة.

*
كآبتي  هي العشيقة الأكثر وفاء ، فلاغرابة في أني أعود الى الحب.

*
الأكثر ايلاما في الوجود هو تذكر المستقبل  وخاصة ذلك الذي  سوف لن تملكه أبدا.

*
ابعد المفارقة عن المفكر تملك حينها بروفسورا .

*
ماذا سيحدث  لو كان كل شيء في العالم محض سوء فهم ، وماذا سيحدث اذا كانت الضحكات دموعا حقا ؟

*
الانسان الفخور  يريد دائما  أن يعمل الشيء الصحيح ، الشيء العظيم ، لكنه يريد عمل ذلك  بقواه الخاصة  و لذلك لايقاتل الانسان  بل الله.

*
المغامرة تسبب القلق  لكنها ليست مضيعة للنفس ... وأن تغامر في الأعالي يعني ذلك وعيا بالذات.

*
ما الفارق ! تحت سماء الجمال ( الاستيتيكا ) كل شيء  منتهك ، جميل ، وعابر ! وحين تصل الأخلاقيات ethics   الى المشهد  يصبح كل شيء  حادا ومملا بلا حدود.

*
اذا كان المرء  عاجزا عن النسيان سوف لن يحقق الكثير.

*
لو حفرت  كتابة على شاهد قبري  لما رجوت  سوى أن تحفر كلمة واحدة : ( فرد ).

*
الفرد في يأسه هو يائس بسبب شيء ... في اليأس لهذا السبب  هو في الواقع يائس من نفسه أولا، يريد التخلص من النفس  ، وفي  اليأس من أنه يريد مثل هذا التخلص  يكون الصيغة  لكل حالات اليأس.


*
اذا أردت أن تكون مكروها لدى الله  أركض مع القطيع.

*
 أصاب الوضع الحالي للعالم والحياة كلها المرض. ولو كنت طبيبا  وسألوني عن النصيحة لأجبت : (  اخلقوا  الصمت ! )

*
تاكتيك أن تمرن  النفس على أن تكون مبهما  enigmatic مع كل شخص. صديقي الشاب  يفترض أن لا أحد هناك يتعب نفسه في  حزر لغزي  - اذن أيّة بهجة ستلقاها في ذلك ؟

*
 لدي صديق واحد  وهو الصدى. ولم هو صديقي ؟ لأني احب حزني  ولن يأخذه الصدى مني . أنا لدي كاتم أسراري الوحيد  وهو صمت الليل . ولم هو كاتم اسراري ؟  لأنه يبقى صامتا.

*
المفكر بدون مفارقات  شبيه بالعاشق من دون شعور : عادية بائسة.

*
في ميلانخولياي العظيمة أنا أحب الحياة  ولأني أعشق ميلانخولاي.

*
لذا لا تخدع النفس ! من بين جميع الخداعين  خف من نفسك!

*
واحد يقدّم النصيحة ومن موقع آمن.

*
انه هزء مخيف ويلاغة ساخرة  من العصر الحديث حين يكون الموقف الوحيد من العزلة  جعلها عقابا وعقوبة سجن.

*
نظرا  لخطورته الكبرى يصبح الموت ضوء يحوي العواطف  الكبرى ، الطيبة منها والسيئة ، وهكذا يصبح شفافا لاتحد من نطاقه المظاهر الخارجية الكاذبة.

*
كما معلوم  هناك حشرات  تفنى اثناء الاخصاب. وهي حالة مسّرة  :  الحياة أرفع لحظة بهجة والأجمل يرافقها الموت.

*
الزواج يدفع الفرد صوب رباط مع العادات والتقاليد ، وهذه  مثل الريح والطقس لايمكن التنبؤ بهما.

*
للذكاء تفوّق الى درجة أنه يحوّر المهمة الحقيقية الى واقع غير فعلي وألعاب.

*
 المفاهيم مثل الأفراد لديها تأريخها ومثلهم هي قادرة على تحمل ويلات الزمن  لكن من خلال كل هذا تحتفظ بنوع من الحنين  الى مشاهد من الطفولة.

*
الايمان  أعلى عاطفة  في الانسان.


*

أنت ولدت مرة في هذا العالم  ، و ها أنك تقدمت في العمر كي تموت.

*
العندليب المتواضع لا يطلب من أي أحد الاستماع اليه  ، لكنه فخور أيضا  بعدم الاهتمام بأن هناك من يستمع اليه أو لا يستمع.

*
أشعر بأن االكيل قد طفح وأني بلا فرحة  وعاجز عن ملْ النفس  وحتى أني أعجز عن تصور أّي شيء  يمكن أن يطمن النفس ولا حتى نعيم السماء.

*
الحب هو أمر مليء بالغبطة  حين يوحد المتساويين  لكنه المنتصر الذي  يساوي اللامتساوي بالمتساوي في الحب.

*

المفارقة الكبرى  للتفكير : انه يريد أن يكتشف  تلك الفكرة التي يعجز عن التفكير بها.

*
غالبما يسافر الناس الى العالم كله كي يشاهدوا الأنهار والجبال  ونجوما جديدة و طيورا زاهية الألوان وسمكا وأجناسا غريبة من البشر و يصدمون  حين  يبحقلون في الوجود وكل اعتقادهم  بأنهم رأوا شيئا.

*
 أنا أفضل أن أكون راعي خنازير تفهمني على أن أكون شاعرا لا يفهمني الناس.

*
ليس الشاعر رسولا ، فهو لا يفعل شيئا سوى طرد شياطيننا بقوة الشيطان.

*
لاتكون الشخصية ناضجة الا حين يجعل الانسان من الحقيقة حقيقته.

*
في قعر العداء بين الغرباء  تكمن اللامبالاة.

*
 ربما تعذب معاناة جديدة نفسك.

*
ليست القضية في ( أن تكون أو لا تكون ) بل في كيف من المفروض أن نكون  لغاية أن لا نكون..

*
الناس  المستقرون على مستو  من اليأس قد يتسامحون  ويسمّونه سعادة.

*
 لو كان بمقدوري أن  أصف دواء واحدا  لجميع أمراض العالم المعاصر  لرغبت  بوصف الصمت.

*
أنا ذاهب لصيد ألف من  الوحوش في أعماق نفسي.

*
من تعلّم  كيف يقلق بالطريقة الصحيحة  يكون قد تعلم  الأقصى.



*
ما أنا بحاجتي اليه فعلا  أن يكون واضحا لدي ما عليّ عمله وليس ما عليّ معرفته  عدا القدر اللازم من المعرفة  التي تسبق العمل.

*
النوم هو ذروة العبقرية .

*
الأمل هو الشغف بالممكن.

   

                              * * *


ليست هناك تعليقات: