بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الأحد، 12 يوليو 2015

من أعمال الفنان التشكيلي الأستاذ عادل كامل مجموعة بعنوان أختام معاصرة- أ. د. تيسير عبد الجبار الآلوسي




من أعمال الفنان التشكيلي الأستاذ عادل كامل مجموعة بعنوان أختام معاصرة

أ. د. تيسير عبد الجبار الآلوسي

الأعمال تستوحي المنجز السومري في مرجعيتها، فيما تقدم لمسات فنية ومعالم معاصرة تنتمي لمدارس متنوعة لكنها تحمل هوية الفنان عادل كامل وطابع منجزه وما أراد أن يعبر عنه من موضوعات.. هذه المنحوتات الصغيرة تجد فيها معالجات غنية المضمون وهي تكسر تابوات قيدت الإنسان بعبوديةٍ ولكنها
تبقى تعبيراً سامياً عن ثورة الإنسان على قيوده ومحاولات استعباده.. لقد ظهرت تلك المعطيات بصيغ هادئة غير منفعلة لتعبر عن ثيمة الحياة حيث الإنسان هو القيمة الأسمى في الوجود.. تجدون على سبيل المثال المرأة تنطق بجسدها وحركته التي اختارها الفنان في منحوتاته وصاغها في أختام هي بصمات عصرنا المستوحاة من تاريخ عريق؛ تاريخ ما زال يحيا في العقل المنتج، لا المتبلد السلبي المضغوط بوباء الاستغلال واستلاب إنسانية الإنسان.. ذياك العقل قد يكون مختفٍ يتنحى في الظل ولكنه بمنجزه يبقي على قدرات تأثيره وعلى فعله الإيجابي البناء وهو كما السنديانة يتأخر ربيعها لكنها تعود لتمنح أروع ثمارها..
فن الأختام ليس معنى حرفيا للفظة ولكنه معنىً اصطلاحيا أراد الفنان عبره ليس العودة إلى وراء بل استلهام هذا المولود في كنف الأمس المتمدن، الأمس الحضاري ويمنحه حياة أخرى جديدة عبر ملامح معاصرة. ملامح اليوم بكل ما فيها من مدارس فنية وما تعكسه من تصورات تشكيلية ومعالجات لها أبعادها  الجمالية المخصوصة..
إنّ صيغة الأختام هي سليلة شرعية لجذور المنمنمات وإن بحرفية أداء مختلفة.. أعتقد جازماً أن منجز الأستاذ عادل كامل بمنحوتاته صغيرة الحجم في مساحتها الفراغية تبقى كبيرة عظيمة في المنجز الجمالي الفني للنحت العراقي المعاصر.. وتتطلب وقفات متخصصة لدراستها مثلما تتطلب وصولا إلى جمهورها وجسور علاقة تعيد ركنا مهما بارزا في بطاقة هوية العراقي المعاصر وانتمائه إلى جذوره السومرية لتتكامل مع المنجزات الأخرى في استعادة الهوية لوحاً كاملا عليه مجمل السيرة الذاتية للفنان ومنتجه الجمالي ولمن يعبر عن هواجسهم من الشعب وحاجاته الروحية
ليسمح لنا الفنان الأستاذ عادل كامل أن نضع بعض تلك الأعمال هنا بين أيديكم تعزيزا للعلاقة بين المنجز الجمالي الإبداعي من جهة وبين المتلقي المحجوب عن تلك الأعمال لأسباب معقدة يمر بها عراق اليوم.
تيسير الآلوسي\ ألواح سومرية معاصرة





ليست هناك تعليقات: