بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

السبت، 14 نوفمبر 2015

3 قصص قصيرة جدا ً-عادل كامل


3 قصص قصيرة جدا ً


عادل كامل

[1] النملة والثور
   سمع الثور النملة تصرخ فيه:
ـ هل فقدت بصرك؟
فقال لها الثور، ساخرا ً:
ـ أين أنت ِ...، فانا لا أراك...
وأضاف:
ـ ولكن لِم َ تسدين الدرب علي ّ، وتعرضين حياتك للخطر؟
فقالت بصوت مرتجف:
ـ إن مكثت في حفرتي فسأموت من الجوع، وإن خرجت، فإما أن يلتقطني الطير، وإما أن تسحقني أقدامكم...، فاخبرني ماذا افعل؟
أجاب بعد لحظة تفكير:
ـ أنا أيضا ً لا اعرف متى يجرجروني إلى المسلخ...، فأينما وليت، فالدرب لا يذهب ابعد من نهايته!
فسألته النملة وهي حائرة:
ـ ماذا تعني العدالة إذا ً...؟
قرب الثور رأسه منها كثيرا ً لعله يراها:
ـ أين أنت ِ...؟
ـ أنا بجوارك، بجوار قدمك التي كادت تسحقني..
ـ وأنا لا أرى إلا القصاب يقف فوق رأسي!

[2] سؤال
ـ ما الذي تريد أن تقوله...، تحديدا ً...؟
أجاب الكاتب:
ـ لو لم أتكلم، فستسألني السؤال نفسه. فانا اعرف ما الذي لا أريد أن أقوله مثلما تحديدا ً اعرف ما الذي يريد الصمت أن يعلن عنه...، إلا انك ـ في الحالتين ـ مثلي: لا تستطيع أن تصمت إلا بعد أن تدرك عدم جدوى الكلام، وعدم جدوى السؤال...، ومع ذلك لا تقدر أن تفعل ذلك، مثلي، فان صمت كثرت الأسئلة، وإن تكلمت، لا تجد جوابا ً!


[3] الحمامة والموت
   بعد أن وقع شريكها في شباك الصيادين، هربت الحمامة بعيدا ً، ووقفت تتأمل قطيع الخراف في المرعى.  فلفت نظرها إنها لا تعرف لماذا كانت الخراف غير مكترثة، وغير خائفة، وإنها ـ لسعادتها ـ كانت ترعى في الحقل بهدوء، وسكينة... فسألت كبشا ً كان يقف بجوار الشجرة:
ـ أيها العزيز...، كيف حصلتم على هذا الاطمئنان، وهذه السعادة...؟
استفزه سؤالها، فأجاب:
ـ نحن لم نفكر بمثل هذا السؤال..، ولم يرد على خاطرنا... أبدا ً.
فسألته حالا ً:
ـ ألا يحزنكم أن مصائركم ستنتهي بالذبح ...؟
أجاب بهدوء:
ـ لا!
متابعا ً بصوت مرح:
ـ مادمنا جميعا ً لن ننجو من الموت...، فلِم َ الخوف منه؟!
لكن الحمامة لم تفكر بالطيران، والبحث عن فضاء يخلو من الصيادين، لأنها شاهدت فوهات البنادق تتبع طيرا ً كان يحّوم عاليا ً الفضاء، فانشغلت بالاختباء في الشجرة، مع إنها مازالت تجهل كيف تعلمت الخراف عدم الاكتراث، بل واللامبالاة، رغم إنها لن تنجو من سكاكين القصابين، أو من الذئاب، إن فكرت بالفرار...!
3/11/2015

ليست هناك تعليقات: