بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 4 مارس 2016

تشكيل :حسني أبو المعالي وروح التحدي بين الكلمة واللون والنغمة- مؤيد داود البصام









 تشكيل
حسني أبو المعالي وروح التحدي بين
الكلمة واللون والنغمة



مؤيد داود البصام
        في جو العتمة، وبين حفريات المدن المغلقة على نفسها وعلى من فيها، يغدو كل شئ قابلا لان يتحرك نحو الانفجار، ويصبح الإنسان بركان يغلي، أما السؤال لماذا لم ينفجر؟ يقول عزيز عذاب، وهو ابن مدينة الفنان حسني أبو المعالي، ( لأننا كنا نغوص في الكتب ونخلق تجاربنا، ولا نخشى أن نسير عراة أمام أنفسنا والآخرين، لان التجربة مهولة حينما تنظر لها من أسفل ستجد أنك تقف تحت عشرة من صخور سيزيف)، فأي عالم هذا الذي يتحدث عنه (العذاب)، هذا الذي كرس نفسه في حب الحرية والعيش فيها من دون أن يلتفت للوراء، و يصرخ بأعلى صوته حينما تمس كلمة الحرية بخدش من قبل من لا يؤمن بها، أنه يروي لنا حياتهم في تلك الحقبة من ستينيات القرن الماضي ونحن نتجول في معرض الفنان الراحل حسني أبو المعالي في قاعة مدارات في منطقة الوزيرية في بغداد عن أيام الطفولة والشباب في مدينة كربلاء، المدينة التي تنام هادئة وتصح على لغط آلاف الناس كأنهم في يوم المحشر يزورون أضرحة الأئمة على مقربة أمتار من أسرة نوم أهلها، وحتى إذا ما خرج الصبية والشباب للنزهة، فهي مقرونة بمراقبة الآخر، لأنهم أبناء المدن المحرم عليهم الخروج عن العرف والتقاليد، فكيف إستطاع حسني أبو المعالي أن يتحمل ثوبه اللاصق على جسده، وهو يبحث عن متنفس الحرية. وكما كتب الفنان صاحب أحمد صديق طفولته ( وقتها لم نجد الفرصة للتواصل في مرسم الابتدائية لمخاوفنا من أبائنا خشية معرفتهم بانحراف اتجاهاتنا نحو شئ أسمه (فن).



التمرد خالق الإبداع
التمرد الأول: تلك اللحظات المشوبة بالخوف والرهبة والمغامرة، خاضها معظم أبناء المدن المحافظة على العادات والتقاليد المتزمتة، وتعيش ضمن تقاليد اجتماعية صارمة، تسحق الطموحات وتغدر بالآمال، وقد يكون بعضها زائفا ً كما فضحها نجيب محفوظ في تزمت سي السيد في ثلاثيته، إلا أنها تبقى ذاتُ فاعلية في حراكها الاجتماعي، ومدينة كربلاء من مدن الشرق والعراق التي تضم أضرحة الأئمة الذين يقدسهم ملايين المسلمين بادراك أو عفوية، تحمل في باطنها هذا التزمت الذي خلق في داخل أبنائها روح التمرد، وهو السبب الغير مرئي لانبثاق عشرات المبدعين في مدينة كربلاء أو في المدن الشبيهة، المدن المغلقة على نفسها ومنهم الفنان حسني أبو المعالي، عندما بدأ يخط ويخربش ويرسم ويصنع لعب من الطين، كانت تلك اللعب أول خطوات التمرد التي ستقوده لاكتشاف ذاته بين الرسم والنحت والشعر ثم الموسيقى، ولكن لان النسقين الرسم والنحت يحملان الكثير من المخاطر لبث الشجون الجوانية، فانه التجأ إلى الكلمة التي جاءت للتعبير عما لا يستطيع من الإتيان به خطا ً ولونا ً، فظهرت أولى قصائده، لتصرخ في وجه ذلك الكبت والحرمان الذي يضغط على كل مفاصل الإنسان ولا يملك قوة الخلاص، فهو محكوم بإرادة أقوى منه، ويرسم عبر الكلمات آهاته ولواعجه، وصورة الحبيب، أي حبيب ؟، الحبيب الذي يتخيله من وراء الحجب والممنوعات، فالمحروم يصور الأشياء بغير مقاسها الحقيقي لا اختلاط المرئي وغير المرئي لديه.
التمرد الثاني: إذا كان البيت والعائلة والمدرسة هما حمل الضغط الأول الذي ينوء تحت ثقله الإنسان المرهف الحساس ، ويعتقد واهما انه عندما يبلغ الحلم، سيملك حريته الذاتية، يكتشف وهمه عند أول اصطدام بعد تقاليد البيت والمدرسة المتزمتة، بتقاليد السلطة المدمرة، وهنا تتراكب لحظات الألم والقهر والكبت، إما بخلق النموذج المقهور الذي لا يملك وعيا ً يؤهله لتغيير واقعه، فيلجأ إلى لعبة التمرد ويصبح القاهر للآخرين، ( الاحتيال والغش والكذب والعنف والقتل والسلب والنهب وكل الأنساق التي تعشش بها المجتمعات المكبوتة)، وهو نتاج القهر الرأسمالي في بقاع الأرض شرقا ً وغربا ً، أو العكس تتفجر الإبداعات التي ترفض القهر والعبودية والظلم وكل أنواع القسوة، الإنسان الذي يبحث عن إنسانيته الضائعة بين محاور يفرضها الواقع لا دخل له فيها، فيظهر لنا رامبو وأمثاله في الغرب وحسين مردان وعبد الأمير الحصيري وجان دمو وأمثالهم في العراق وفي الشرق، ولكن هل أختار أبو المعالي طريق الصعلكة بشكل وآخر ليظهر خزينة ؟، هذا ما لا تشير لنا به الأدبيات التي خلفها أو التي كتبت عنه، لقد أختار طريق النضال من أجل الإنسان، المثقف الفاعل ليصطدم بالسلطة بأي شكل من إشكال طغيانها، ومع زبانيتها متمثلة بالحوشية من الانتهازية والمنتفعين الذين يلتفون حولها لتنفذ أوامرها، ويمارسون ساديتهم على الآخرين بمعرفة السلطة أو بعدم معرفتها بحجة أنهم جزء من السلطة وحماتها، وقد كان أحدهم في منطقتنا يحمل عبء حماية السلطة على ظهره، فيقرع أبوابنا ويلاحقنا ويرسم خطانا، لأجل عيون السلطة، ولكنني في يوما ما وكنت أسير برفقة الصديق الكاتب فاروق ناجي وإذا بهذا الشخص أمامنا فسأله فاروق وكان على معرفة به: ( هاي وين محد يشوفك ؟ فأجاب بانكسار: مو طردوني من الحزب، وأردف: إني صحيح ساكت لكن اكدر افضح كل إلي سمعته الناس والي ما سمعته.) فطيب فاروق خاطره وسرنا، وسألت فاروق متعجبا: يا أخي كان هذا أكثر من القيادة متفاني للحزب والثورة معقول؟ ضحك فاروق وقال: معود أمثاله بالعشرات يشتغلون لمصلحتهم مو لوطنهم ولا لحزبهم، آذى الناس والآن يتخفى منهم بعد من يحميه... من أمثال هؤلاء بالحوشية قابل حسني أبو المعالي أثناء وجوده في مدينته أو عندما التحق في كلية الفنون الجميلة في مدينة بغداد كان يومها تسمى، (أكاديمية الفنون الجميلة)، وعانى ما عانى على يد هؤلاء الساديين حتى توضح لديه أن الأفق الذي كان يحلم أن يراه بات ليس أزرقا وممكن أن ينفتح على ألسمائي، إنما آخذً بالاسوداد، لهذا قرر الرحيل، عندما لم يجدي الرسم ولا النحت ولا القصيدة ولا الموسيقى مبعثا ً للأمل، وبسط السكينة، في بلد ينتج من يقتل الجمال بأسماء عجيبة يخترعونها ليمارسوا ساديتهم وجهلهم وتخلفهم، كان الرحيل الطريق الذي اختاره لإيجاد الحرية التي يتوق لها.
 

اللون والموسيقى تحاكي عذابات الذات والغربة.
         امتلك أبو المعالي أنماط متعددة من الإبداعات الفنية والأدبية، وحاور من خلال هذه الكثافة الإبداعية الذات للخروج بها من الغربة  التي كانت تلف حياته وواقعه، وقد صاغ الاضاءات الجمالية التي اتسمت بها إعماله على صعيد الرسم الذي كان الأكثر انحيازا ً إليه بثقل كبير مع اتكاءه على الموسيقى والتلحين للتعبير عن تهدئة الثورة الداخلية التي كانت تشتعل بين آونة وأخرى فيحاول كبت التفجير بالغرق في التأمل والتخيل المجرد، وفي معرض كتابته عن تجربته الفنية يقول، " وجدت أن كلا ً من الموسيقى والتشكيل وجهان لعملة واحدة يتبادلان الأدوار معي بين رحلة فنية وأخرى، ومع هذا فأنا لا أحترف الموسيقى ولستُ سوى محبا ً وعاشقا ً لها، ولا ألحن إلا بريشة الرسام " ، لم تكن الموسيقى إلا الترياق الذي يحمله إلى عالم اللا مرئي، إلى عالم الخيال المجرد، أحلام اليقظة التي لا نحصل عليها إلا عندما تشحنا رؤية لشئ جميل أو صوت الموسيقى، هذه الروح التواقة للحرية كانت تستنزف أعماقها لإيجاد المنطلق الذي تحاول إن ترتوي منه بحثا ً عن الحرية المفقودة ، وهو ما دعاه لان يمارس الأنساق الثقافية جميعا للوصول إلى نبع المشاعر الإنسانية المتدفق في داخله، فماذا كتب، د.عباس الصراف في دلالة هذه التعددية الإبداعية ، " كان يشعر أن في داخله تجارب شعورية مكثفة ربما يعجز النحت الإفصاح عنها بقيم تعبيرية فائقة، ومن هنا زاوج بين النحت والرسم في دراسته، فاثبت قدرته على تكييف واقع الرسم وذلك بربط مكونات الأول مع تفاصيل الثاني شكلا ومضمونا." ، تحملنا هذه التعددية على النظر إلى أنه، كان يبحث عن طريق أكثر صدقا للتعبير عن ذاته ومكنوناتها التي شوشها الواقع المر، مبعث أول معاناة لديه، المعاناة الأولى لمعرفة القمع والاضطهاد من الآخر، إن ألرؤية التي كان من الممكن أن يمنحها النحت لإظهار قساوة الواقع ومحاولة التعبير عن المرارة في عدم تحقيق الحلم، كان يشوبها فقدان التعبيرية اللونية للإفصاح عن هذه الغربة الساحقة في الداخل، لهذا لجأ إلى اللون ليحاكي الألم الجواني وتجريد الواقع وإعطاء اللون المساحة الأكبر، في محاولة أن تكون الرؤية الجسر الذي يعبر من خلالها بحار الحلم الذي ينقله صوت الموسيقى إلى عالم خالي من الواقع الذي يعيشه مضطرا ً بكل فساوته، لون ازرق يمثل حلما ً ما زال يشرق في الذهن ولكنه يأخذ في العتمة تدرجا ً كلما توغل إلى داخله، ودائما هناك في مكان ما من اللوحة بصيص ضوء ينبثق من العتمة، ومن خلال لون الحلم الأزرق، أبواب غير متناسقة وجدران مضببة كلها باللون الأزرق ومن خلال هذه الأبواب الموصدة والمصدات التي تخلقها الجدران الصماء، هناك فتحة صغيرة لأحد الأبواب يظهر منها ضوء لا يسع لانفتاح الضوء للمرور، ومن خلف المصدات هناك نقطة ضوء جاءت من ضربة فرشاة وانتهت، أو شلال نور ضيق المساحة، كان يرسم حلمه ولكنه في وسط الحلم يتوه ويرحل في البحث عن ذاته، عن ضياع الحلم الذي أراد أن يكرس حياته له، فهل اغرق وقته لأجل إن ينسى؟ لهذا تحولت الألوان الزرقاء الفاتحة والسمائية بعد فترة إلى ألوان غامقة معتمة، وفي وسطها أو على الطرف منها في زاوية يظهر بصيص من ضربة فرشاة بالأبيض والأصفر، تلك هي اللحظات التي كان يريد أن يصل فيها إلى تطابق بين الذات والموضوع فلا يجد إلا السراب والعتمة والأبواب المغلقة، هذه المحنة في عشق كل شئ في الوطن و الأرض، ولكنها بعيدة عنه، فليس هذا هو الوطن الذي يحلم به ولا الأرض التي تنسم رائحتها وظن انه سيشيد حلمه عليها، عندما كان يهرب خائفا مذعورا لئلا يكتشفوا هو ورفاقه أنهم يمارسون العاب المحرمات، (الرسم والنحت)، وتلك هي اللحظة التي تحول فيها من السطح الذي يتيحه القماش أو الكتلة النحتية عندما وعى وأدرك، أن هناك لحظات لا يمكن القبض عليها، فيها ترحال إلى السمو والتعالي إلى لحظة تجريد ذهنية، لا يمكن بلوغها إلا بالمجرد التي تمنحنا اياها الموسيقى والشعر، هذا هو المؤشر الذي يدلنا عن عمق الغربة التي كانت تلفه، هو لا يرسم درابين وشوارع وحارات معينة، ليست مدينة كربلاء وحدها التي تجسدت في إعماله، كان يرسم صحاريه الجوانية شوارعه التي رآها والتي يحلم إن يراها، المدن المضببة والمدن غير المرئية عندما تكون الوحشة وقت الغروب على أشدها في التذكر والنسيان، حين تبدأ الحياة تسير نحو السكون والهجوع، ويأخذ ألتأمل مساحته وتنثال الذكريات، وهي الإشارة التي توصلنا إلى إعماله الأخيرة بعد أن تخلى عن التشخيص ليأخذ التجريد مساحة واسعة في لوحته، كان أبو المعالي يتجول في اشتغالاته  الإبداعية  ضمن البعد الذي آمن به، ألا وهو الصدق الذاتي، إذا ما نظرنا إلى أعماله، فهي لحظة فراق ووحشة تتمثل فيها الغربة موضوعا ً ولونا ً،  (خيل)، لوحدها تهيم في عالم مضبب ورجال تمتطي الخيول لا نرى إلا أشباح، يلفها السكون والوحشة، ترحال دائم وعدم استقرار، لا يمكن لشيء ينقل لنا هذه الغربة والوحشة مثل اللون الذي لجأ إليه أبو المعالي ليكتب إبعاد مأساته الوجودية ومرارة الواقع، تكتب سناء الموصلي عن هذا العالم الذي سيتأكد عند أغلب من كتب عنه، "تمتاز أعماله بتوالف وتناغم موسيقي بين الألوان المنثورة على اللوحة والتي تتمتع بأصوات ساحرة حيث ينتقل المتلقي إلى عالم ساحر "، هذا العالم السحري يفسره الناقد جاسم عاصي عبر فهمه لدخيلة أبو المعالي ورؤاه ، " فألوانه وخطوطه طيفية، لا تحدد عزلا ً عن مجمل تشكيلات موجودات اللوحة، بل هي نوع من المشتقات تفرضها حركة اللون، وميلها إلى الروحانية، التي تصل حد الرؤيا الصوفية. "، إن الإحساس الذاتي الذي لاحق أبو المعالي بغربته الذاتية عن مجمل الواقع الذي حاول إن يسترد بعضا ً منه في المملكة المغربية، عندما هاجر للعمل، ظل يلازمه لأنه كان مدركا ً أن هناك بعدا ً ليس من السهل غلقه مستمراً في حفرياته عند تخوم الذكريات، وفي اللوحة هنا تجرد الأشياء من دلالاتها الواقعية لتتحول إلى رؤيا خارج إطار الواقع، فيلجأ إلى اللون ليعبر عن هذا الجواني، وهو ما يتطلب الدربة والتجربة والممارسة، وهذه المعالم التي اشتغل عليها أبو المعالي، شخصها الفنان علي النجار حينما كتب ، " عالم الرسام الراحل حسني أبو المعالي عالم ألوان بالدرجة الأولى، ولكي نفهمه حق فهمه لا بد لك من أن تأتيه عبر بوابة اللون بالذات . " ، وهذه هي الدلالة التي تحدث عنها د. عباس الصراف، في تبنيه الرسم لأنه يمنحه الفضاء الواسع كما هي الموسيقى في بث المكبوت والخلاص مما يثقل عليه.


الرمزية  والتجريد في إعماله..
         إن الروح الموسيقية التي تتسم بها إعمال أبو المعالي تضفي هذا الطابع الرمزي على لوحته، فالألوان بشفافيتها وتدرجاتها اللونية مع استخدام اللون الأبيض، يوصل الخطاب الذي اشتغل عليه ، لينقلنا إلى مساحات من التخيل والطقوس الأسطورية، التي يؤكد فيها غربته، ويشكل للعين رؤية بالراحة والهدوء الذي يتيحه اللون الأزرق بعد رحلة التعب والإرهاق الذهني، وعندما تتحول  الإشكال إلى خطوط هندسية وألوان شفافة بانسيابية تعطيها هذا الجمال العذب، فيضحى الشكل المجرد أقرب إلى الواقعية منه إلى التجريد الخالص لأنه مستمد من الواقع ولكنه يأخذ طريقه نحو المعاصرة لاستعارة ما يحمله الداخل، في الإيهام وكسر الأطر الواقعية، التي تظل الأساس في اشتغالاته، وهو ما ينقله اشتغالاته بالكولاج، حيث تتضح الفكرة التي تنزع نحو الاختلاف  والتضاد موضوعا ً ولونا ً، فتأخذ مساحة أكبر في التجريد ويقترب فيها من لحظة الفرح والاندماج التي يتشارك فيها مع الآخر، ولكنه دائما ما ينكفئ على ذاته ليعيد اللون الغامق مع الألوان المفرحة.
         على الرغم من اشتغال أبو المعالي بالتجريد لكنه لم يتخلى عن واقعيته حتى في لوحاته المتشكلة بالكولاج، لأنه كان يؤمن أن الفنان عندما يخرج عن الواقع يسقط وينتهي، لكونه يفقد القاعدة التي يقف عليها ويسوق شيئا ً ليس له وجود و لا يمتلك المرتكزات ألأساسية التي تحدد مدى إمكانياته والروح التي عبر عنها، وهذا هو سر روعة أعمال الفنان الراحل حسني أبو المعالي، وعندما ننظر إلى إعمال بالكولاج نجد ملامح قوة الخط والكتلة التي تمثل بداياته الأولى في التشكيل كونه نحاتا قبل إن يكون رساما  ً.


ليست هناك تعليقات: